خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

وللجمال ثقافة..

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

ما الذي يمنع من اعادة النظر والتفكير والتأمل في كثير من المسلّمات وبعض المقدسات التي كنا نظن أنها ينبغي ألا تُمس ثم تبّين لاحقاً انها قد مُست فعلاً حين نقلها عن الألسن فقهاؤنا الأقدمون بعد ظهورها بمئات السنين واجتهدوا فيها نصا وتفسيراً وتأويلا وبقيت رهن التداول لمئات من السنين أخرى والى يومنا هذا لكن دون اجتهاد جديد ينعشها! وحتى لا يبدو الكلام كبيراً وعصيّاً على الأفهام أو تعدّياً على السائد المألوف فحسب أو تعكيراً لصفو ما استقر وركد في مجتمعاتنا حتى أعاق بعضها عن مسيرة المجتمعات الاخرى فلقد آثرتُ اليوم ان اختار هذا العنوان البسيط لأنطلق منه واثق الخطى وأنا أجهر بأننا وصلنا بالتشارك الحر مع المعارف البشرية المتنوعة المتاحة على اوسع نطاق الى مستوىً من الوعي ندرك فيه، ونحن نتحدث في جزئية ثقافة الجمال، المعنى الأشمل للثقافة العامة بآفاقها الشاسعة وكيف انها ليست وقفاً على ميدان واحد من الاداب والفنون او حكراً لنوع محدد من النشاطات الانسانية بل هي تتسع وتتعدد وتتشعب وتتمدد ويطرأ عليها في كل جيل وفي كل عقد من الزمان بل وفي كل سنة من السنين انماطٌ من التغيير والتطوير الايجابييْن او تواجهها العقبات والعراقيل وتتعرض لعوامل الافساد والتخريب، وأفادنا المفكرون بأن من اخطر المؤثرات عليها والموجِّهات لها مرئيةً أو مضمَرة هي تلك التي يصطنعها ويفرضها الاقتصاد العالمي الساعي بلا هوادة للربح حد الجشع وللتغول حد شن الحروب على الاخرين ولمراكمة الثروات حد تركيزها في ايدي القلة ولو على حساب فقر وجوع الكثرة الكاثرة ولاحتكار وسائل الانتاج حتى يظل من يملكها الفاعل الاساسي في فرز النُخَب الحاكمة وتنصيبها.

لقد كانت الجماليات النموذجية للانسان تتجلى بأبهى صورها في اللوحات الخالدة لرسامي القرون الوسطى في اوروبا حيث وجوه النساء الجميلات لا تشبه وجوه نجمات السينما، وحيث اجسادهن مكتنزة الى درجة السمنة وترهل البطن بما يجافي ما نراه هذه الأيام من أعراض المجاعة(!) عند عارضات الازياء النحيلات حتى لكأن ملابسهن معلقة على هياكل عظمية وإذ اصبحنا وباقي الشعوب ((المغلوبة)) على امرها نقلد ثقافاتٍ شاعت عند ((الغالبين)) في اميركا واوروبا خصوصاً حين قررت ((الصناعة)) الغربية من خلال اهم واخطر ادواتها الثقافية في القرن الماضي وهي سينما هوليود ان تحدد وتبرز انماط الجمال ومقاييسه حتى اقتنع اغلب الناس ان ما دونها قبحٌ في السِّحَن وشذوذٌ في تناسق الجسم سواء تعلق ذلك بالصدر او الخصر او الارداف او السيقان ولم يفطنوا الى انها مرتبطة اولا وأخيراً بصحة البدن ورجاحة العقل.

ولعل التفاتةً غير متحيزة الى ماضينا الثقافي تُذكّرنا حين كنا ((الغالبين))، حقاً أم باطلاً، أن زرياب فناننا الأشهر في العصر العباسي حمل عبقريته الموسيقية الغنائية الى الاندلس وحمل معها ما بهر النساء والرجال من البراعة في تصميم الملابس الانيقة، كما دخل القصور ليدرب الامراء والاثرياء مع زوجاتهم او جواريهم على بعض قواعد الرقص وليعلمهم اصول الاتيكيت في الجلوس والمشي والحديث وطرق تناول الطعام على المائدة.

وبعد.. (( ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا..)) فيظننا ندعو للعودة بثقافة الجمال القهقرى الى الماضي الغابر خوفاً على اذواقنا وأخلاقنا من غزو آخر لا نراه كذلك! اذ يكفينا هلعٌ افقدنا توازننا والثقة بانفسنا أمام ثقافات حديثة ولغات أجنبية كان الاجدرَ التعاملُ معها أخذاً وعطاءً، او يعيّرنا بالتهاون والاهمال في مواجهةٍ متوهمة بين الفصحى والعامية يُراد ألا يفصل فيهما إلا قانون العقوبات وهما اللتان ما عرفناهما إلا رفيقتينْ.. وستبقيان كذلك!.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF